الشفقه هي تجاوز التعاطف بخشوع مطبق امام المشفق عليه كونها مشاعر لاتنبع ولاتصدر الا من أشخاص يمتلكون حقيقة الإحساس لكل وقع ومن معانقة وجدانيّة للنازلة به ضربات القدركذلك الشفقة انفتاح روحيّ مع الآخر ينزع فيه صاحبه عن نفسه وهم كونه، هو، محصّناً ضد ما أصاب هذا الآخر
كما لايجب دمج بين الشفقة والحب كذلك بين الشفقه والحب والحنان مشاعر مختلطه بإختلاف الوضع الذي يقوم به كل منهما وبإكتساب المميزات المختلفه التي يجب علينا التفرقه بين كل هذه المشاعر .
حيث أن الشفقه مزيج من القوة والضعف في آن واحد كماوأن التحكم فيما بينهما يلزم تحكيم العقل ورقة القلب الذي به صراع في الألتقاء بنقطة واحده بعيد عن معنى الحب الذي لربما يستهوي المشفق عليه ويحول نظرته نحو هذه الصورة الى نظرة إعجاب التي غزت مفهوم فكره نحو الإتجاه الخاطىء علماً بأن المشفق يعلم جيداً بأن الشفقه قد أجبرته لتقديم جُلّ عطائه ومودته وغيرته لتلاشي كسرة خاطر تلك المشاعر التي لامسها بإتجاه ذلك الشخص
كما وأنه يمتلك الإحساس بمشاعر الأسى أو الحزن الذي لايريد تواجدها بل يبذل قصارى جهده لتقلص من حدة تكتل تلك الأوضاع التي لازمت المشفق عليه فيبدأ بتفكيك كل العقد لتسير وفق خُطا صحيحه وسليمه موضحاً إياه بأنه لم يقدم على هذه الخطوة الا لمحبة فقط بعيدة كل البعد عن الإنجراف الى مسمى الحب
بل إنها أقدس وأعظم من الحب ذاته إنه العطاء وحب الخير والتفاني لكل أمر يريد به الصلاح لكل شأن كما وأن هذه الرغبه لربما تكون أساس لتوطيد علاقة مخلصه ثابته كون الغاية والهدف إيجابي فـ حتماً النتيجه ستكون ملازمة للنجاح وثابتة الرسخ التي لا تهترأ لأي مسببات خارجيه أيضاً يجب أن يكون هذا الأمر مسيراً لامخيراً فهي تجري كالرياح إن أصيبت بسهام الخير أتسعت وأزدهرت وإن أصيبت بسهام عكس ذلك تلاشت ولم يبقى منها أي شيء.
كما أن تكرارها يثبت يقيناً بوجود أرواح لازالت بحاجه لتبادل بمثل هذه المشاعر التي ستكون سبباً خيراً وصالحاً لإخراج بعض من تلك الأزمات التي بها إراحة نفسية للمشفق كونه يجد سعادته وفرحه عندما يقدم عطائه بكل محبة ووفاء إتجاه المشفق عليه كما أن القلب الذي يحتوي حباً لايرى سوى الحب ولايعمل الا من أجل إكتساء تلك العواطف بإنسانيه مفعمه بكل خير بعكس البخيل الذي لايشفق , الشفقة إنفاق وقد يصبح تبذيراً له ,البخيل ليس شريراً فهو غيرموجود كونه مقيم بيننا ينظر بمنظار مغلق لايريد الأستبصار بل يفضل الهروب وعدم المبالاة ليست قساوة بل إنها مسألة تجرد من العواطف أيضاً الحبّ لايكون كاملاً إلاّ إذا صدر عن الثلاثة معاً: الإعجاب والرغبة والشفقة.
كما إنها مزيج مابين الفردية والظاهره فلكل ظرف مسبباته ودوافعه لأن يكون ضحية او هدفاً لصورةالشفقه التي رسمها ذاته للوصل لغاية تكمن في داخله ولكن يبقى تسليط الضوء ناحية المشفق كونه من يمتلك زمام البذل والعطاء وأحياناً كثيره تتحول الغاية لحباً ببداية الأمر ولكن يغلب الأمر المعني إتجاه المشفق عليه لذا يجب دراسة الوضع ومعرفة وجه الإختلاف بين هذه العواطف والتفرقه بينهما فالشفقه بعيدةً جداً عن الحب الذي أصبح ضحايا من تحت مسمى الشفقه فالعلة تكمن في ذات الشخص كون خلط بين تلك العواطف وأسقط الحابل بالنابل وتشابكت لديه الخطو ط حتى كون لديه عقدة يصعب عليه حلها ولكن يبقى الصبر سيد أمره وعقله مفتاح حكمته عندها سيبصر طريقه بكل سهوله ويرى سبلاً مغايرة لحياته التي سلكها بمنظار معتم .
كماأن إن الشفقة المجرّدة من الكبرياء هي امتياز المرأة وحدها.
امتيازُ الأُمّ التي في كلّ امرأة.
حتّى لو خالطَ شفقة المرأةِ تَفاخُر، تظلّ نقيّة عذبة.
لأنّها يدٌ تنتشل قلباً من الأسى، ووجهٌ يخترقُ الجحيم بالحبّ.