وتسألين ماذا سأفعل حين أحبكِ؟
فأجيب بعد أن أضحك كالمجنون:
حين أحبكِ ..
سأبحر في سماء عينيكِ
وأصارع أمواجها الزرقاءَ لأستقر فيها
وسأنسجُ من شعركِ الأسودِ ليلاً
أناجي فيه بريقَ خدِّك الوردي
وسأغمض جفني على صدركِ الحنون
وأنسى حينها كل الكون .
حين أحبكِ ..
سأداري ارتجافاتي حين إلي تنظرين
وسأعاون قلبي على النبض حين بيدي تمسكين
وسأمسح العرق عن جبيني لما تضحكين
وسأقاوم الإغماء حين أراكِ ترقصين
وسأقاتل النوم حين تنامين
وسأرتمي في حضنِ أحلامي ...
حين أحبكِ ..
سأرى القمرَ بألوانٍ وردية
وسأهديكِ إياهُ كأقلِّ هدية
وسأسمعُ صوت الفراشِ يناجي الورود
وأراقص النحل والطيور .
حين أحبكِ ..
سأجمعُ قطراتِ المطر ..
وأصوغُ منها عقداً يليق بكِ
وسأنسجُ لكِ من نورِ الشمسِ خمارا
ومن شواطئ البحر إزارا
وأغزلُ لكِ من النجوم سوارا
وأعجنُ لكِ من اللؤلؤ والماسِ عطرا .
حين أحبكِ ..
سأعلنُ بين الناسِ بأنني قيسٌ المجنون
وأرقصُ في الميادين رقصةً شعبية
وأغني في كل مكان أغنياتٍ عاطفية
وأعزف لكِ على القيثارةِ ألحاناً مخملية
وسأكتب لكِ من الشعر أبياتاً عاجية.
حين أحبكِ ..
سأعانقُ بين جفونكِ الأزهارَ
وسأرى ليلَ العمرِ فيكِ نهارَ
فلطالما مشيتُ في مدنٍ غريبةٍ
وبقيتِ وحدكِ قبلةً ومنار .
حين أحبكِ ..
ستلوحُ لي الأيامُ دونكِ ظلمةً
وسأظلُّ أسكبُ من رحيقكِ أدمعي
فلن يكون حبُّكِ في دمائي رغبةً
قدرٌ علي هواكِ وسأبقى بأسره
إن ضقتُ يوماً .. لا أطيقُ فرارَ .
حين أحبكِ ..
سألقي في أحضانكِ الأماني
فقد قضيتُ العمرَ أبحثُ عنكِ حلماً
والآن أنتي في كياني
وسأتركُ قلبي عندكِ دونَ خوفٍ
وأخشى أن يموتَ إذا أتاني .
حين أحبكِ ..
سأنثر شيئاً من عبيركِ بين أنيابِ الزمان
فلعله يوماً يفيقُ ويمنحُ الناسَ الأمان
وسأجعل من عينيكِ صبحاً في نهرٍ من حنان
وسأنثر بسمتكِ التي غُفرت بها الخطايا والجراح
وسأجمعُ الناسَ حولَ ضيائها
ليعرفوا معنى الصباح
وسأغرسُ من أغصانِ شعركِ حديقة
لا يدركُ الناسُ أطرافاً لها
ويعيشُ فيها الحبُّ في كلِ زمان .
وسأحبُّكِ وأحبُّكِ .. وأحبُّ حبَّكِ
يا من سألتيني ... هل أجبتك ؟؟؟
