خطة الخداع الإستراتيجية علىالرغم من أن الطيران الإسرائيلي كان في درجة الإستعداد القصوى منذ ظهرالجمعة 5 أكتوبر بناء على الأمر الذى أصدره الجنرال دافيد أليعازر رئيسالأركان العامة إلى الجنرال باني بيليد قائد الطيران الإسرائيلي، ورغم أنمراكز الإنذار والرادار الإسرائيلية في سيناء قامت برصد جميع طلعاتالطيران المصري ظهر يوم 6 أكتوبر بفضل ما تمتلكه من أجهزة إليكترونيةمتطورة فإن المفاجأة الكاملة لحقت بهم بسبب أساليب الخداع التى خططت لهابنجاح قيادة القوات الجوية والتى كان أبرعها بلا جدال رفع درجة الإستعدادالقصوى وإعلان حالة التأهب في جميع المطارات والقواعد الجوية المصرية فيالفترة من 22 الى 25 سبتمبر.
وخلالهذه الفترة تتابع خروج الطلعات من مطارات الدلتا والصعيد بشكل متواصل مماأصاب الإسرائيليين بأشد أنواع البلبلة والإرتباك فقد أضطروا الى إطلاقطائراتهم في الجو كلما أنطلقت طائرة مصرية وعندما لم تحدث أي هجمات كماتوقع الإسرائيليون دب في نفوسهم الهدوء والإطمئنان فقد أيقنوا بأن طلعاتالطيران المصري إنما هي لمجرد التدريب.
وعندماتم رصد الطائرات المصرية بعد ظهر 6 أكتوبر برغم تحليقها على ارتفاعاتمنخفضة للغاية لا تتعدى بضعة أمتار فوق سطح الأرض ظن العدو أنها طلعةتدريبية.
كماأنه خلال الساعات الحاسمة قبيل ساعة الصفر أضاف اللواء حسني مبارك وسيلهآخرى من التمويه فقد أجرى ترتيبات دقيقة في القاهرة واتصالات عاجلة معطرابلس بعد ظهر يوم الجمعة 5 أكتوبر للإعداد لزيارة أوهم المحيطين به أنهسوف يقوم بها الى ليبيا وبرفقته بعض كبار الضباط في مهمة عاجلة تستغرق 24ساعة. وعندما كان يقترب موعد إقلاع الطائرة الذى تحدد في الساعة السادسةمساء 5 أكتوبر كان اللواء حسني مبارك يؤجل الموعد المرة بعد الآخرى حتى تمتحديده نهائيا ليكون في الساعة الثانية بعد ظهر 6 أكتوبر !!.
البداية ..
بعد هزيمة يونيو 1967 حدد الرئيسجمال عبد الناصر هدفه في ضرورة طرد اسرائيل من الاراضى المصرية مهما كلفهذلك من عناء، ر كل امكانيات مصر والدول الشقيقة والصديقة لخدمة ذلك الهدف.
وحينماتولى الرئيس السادات السلطة حرر اول رسالة الى المخابرات العامة يسألها عنمعلومات تفصيلية عن مقدرة الجيش الاسرائيلي وامكانياته وتسليحه وقد ابدىالرئيس السادات ارتياحه وتقديرة لسرعة ودقة المعلومات التى وصلته بعدساعتين من رسالته.
وقامالرئيس السادات بأول زيارة لجهاز المخابرات بعد ان اختار فريق عمله الذىجمعه بطريقة فذة فاختار احمد اسماعيل المدير السابق للمخابرات قائدا للجيشوحافظ اسماعيل المدير السابق للمخابرات مستشارا للأمن القومي والمديرالسابق للمخابرات العسكرية مديرا للعمليات.
وكانالرئيس السادات دائم الإجتماع بقيادات المخابرات فى اماكن متفرقة داخل مصروفى اماكن مجهولة فى الصحراء وكان نتيجه هذا العمل الشاق والتخطيط المدروسوالدقيق ان استطاعت المخابرات المصرية ان توهم المخابرات الإسرائيلية انالرئيس السادات رجل ضعيف لا يستطيع دخول حرب مع إسرائيل وانه يتوقع ان تصلالحرب الى القاهرة وكان ذلك من خلال جمل معينة يزودونه بها لتتضمنهاخطاباته او تصريحاته حتى صوره التى تظهر فى وسائل الاعلام كان يطلب منه انيبدو بشكل معين.
وتم الإتفاق على 5 أسس اساسية للخطة الإستراتيجية هي.
- هدم نظرية الأمن الإسرائيلي.
- الهجوم على جبهتين في وقت واحد (الجبهة المصرية والجبهة السورية).
- القيام بأعمال تناسب الامكانات المتاحة لقواتنا.
- السيطرة على خطوط مواصلات العدو بين إيلات وشرق افريقيا.
- الخداع.
ولمتكن خطط الخداع اختراعا او ابتكارا جديدا فخطط الخداع قديمة قدم الزمنوجري تنفيذها على مر العصور، ولذلك قام فرع التخطيط بهيئة العمليات بدراسةكل خطط الخداع التى تمت في معارك سابقة.
وتم تكليف مجموعة من الضباط من اسلحة مختلفة تحت إشراف الضابط أركان حرب احمد كامل نبيه بالتخطيط لعملية الخداع.
وقد تمت عملية او خطة الخداع على عدة مستويات..
الخداع الإقتصادي: بإظهار ضعف مصر إقتصاديا وعدم قدرتها على الهجوم وان حل الأزمة يجب ان يكون سلميا.
الخداع السياسي: بإظهار قبول حالة اللا سلم واللا حرب والإعلان عن عام الحسم أكثر من مرة وقرار المستشارين الروس.
الخداعالإستراتيجي والتعبوي الإعلامي: مثل قرار وزير الحربية بزيارة لليبيا فيتوقيت معين، مع إستمرار تدريب الضباط والجنود كما هي حتى آخر لحظة قبلساعة الصفر، والإعلان عن تسريح دفعات إحتياط ، والتضخيم في وسائل الإعلاممن إستحالة عبور القناة لما فيها وعليها من موانع.
وكانت هذه هى البدايه.
الضربة الجوية
في الساعة التاسعة والنصف من صباحيوم 6 أكتوبر تم استدعاء قادة القوات الجوية الى اجتماع عاجل في مقرالقيادة حيث القى عليهم اللواء حسني مبارك التلقين النهائي لمهمة الطيرانالمصري وطلب منهم التوجه مباشرة الى مركز العمليات الرئيسي ليأخذ كل منهممكانه استعدادا لتنفيذ الضربة الجوية.
وحينمابلغ مؤشر الساعة الثانية وخمس دقائق تماما كانت مصر كلها على موعد مع اعظمايامها على الإطلاق ففي هذه اللحظة التاريخية قامت أكثر من 200 طائرةمصرية من المقاتلات والمقاتلات القاذفة من طراز ميج 21 وميج 17 وسوخوي 7بعبور قناة السويس على ارتفاع منخفض في اتجاه الشرق بعد أن أقلعت من 20قاعدة جوية بدون أي نداءات أو اتصالات لاسلكية حرصا على السرية المطلقة.
وبدأتطائراتنا تحلق متجهة الى سيناء بسرعات محدودة أختلفت من تشكيل لآخروبإرتفاعات منخفضة جدا (بضعة أمتار من سطح الأرض) فيما يسمى بأسلوبالفئران Rats Method لتفادي شبكة الرادارات الإسرائيلية ومن اتجاهاتمختلفة لتنفيذ المهام التى حددها اللواء محمد حسني مبارك قائد القواتالجوية حيث تم قصف مركز قيادة العدو في أم مرجم ومطاري المليز وبير تماداومناطق تمركز الإحتياط ومواقع بطاريات صواريخ (هوك) المضادة للطائراتومحطات الرادار ومدفعيات العدو بعيدة المدى وبعض مناطق الشئون الإداريةوحصن بودابست (أحد حصون خط برليف).
تمتنفيذ الضربة الجوية في ثلث ساعة، وعادت الطائرات المصرية في الثانيةوعشرين دقيقة خلال ممرات جوية محددة تم الإتفاق عليها بين قيادة القواتالجوية وقيادة الدفاع الجوي من حيث الوقت والإرتفاع.
وفورعودة الطائرات بدأت أجهزة التليفونات العديدة الموجودة بمركز قيادة القواتالجوية في الإبلاغ عن الطائرات التى عادت سالمة، وأتضح أن جميع الطائراتعادت سالمة بفاقد خمسة طائرات فقط وهو عدد هزيل ولا يكاد يذكر بالنسبةلخسائر اسرائيل نفسها أثناء تنفيذها لضربتها الجوية عام 1967.
وبذلكفقد حققت الضربة الجوية نجاحا بنسبة 90% من المهام المكلفة بها، بينمابلغت نسبة الخسائر 2% وهي نتائج أذهلت العدو وقبل الصديق فقد كان تقديرالاتحاد السوفيتي الرسمي بواسطه خبراءه قبل أن يخرجوا من مصر أنه في أيهحرب مقبله فإن ضربة الطيران الأولى سوف تكلف سلاح الطيران المصري على أحسنالفروض 40% من قوته ولن تحقق نتائج أكثر من 30%.
وقد أشتركت بعض القاذفات التكتيكية من طراز L-28 في الضربة الجوية وركزت قصفها على حصن بودابست.
وكانمن المقرر القيام بضربة جوية ثانية ضد العدو يوم 6 أكتوبر قبل الغروب لكننظرا لنجاح الضربة الجوية الأولى في تحقيق كل المهام التى أسندت الىالقوات الجوية فقد قررت القيادة العامة إلغاء الضربة الثانية.
وكانمن نتائج الضربة الجوية أن فقدت إسرائيل توازنها بالكامل ليس للأربعةوعشرين ساعة الأولى والحاسمة فقط وإنما لأربعة أيام كاملة فقدت فييهاالسيطرة على قواتها في سيناء وأنقطع الإتصال كاملا بهذه القوات.
وبعدالضربة الجوية كان على القوات الجوية أن تقوم بأعمال الإبرار الجوي في عمقسيناء حيث قامت قوات الهليكوبتر بإبرار قوات الصاعقة في عمق سيناء وعلىطول المواجهة وبتركيز خاص عند المضايق وطرق الإقتراب في وسط سيناء وعلىطول خليج السويس.
العبور العظيم
تحت الساتر الرهيب للتمهيد النيرانيكان موعد الرجال، مع اللحظة التى أنتظروها منذ 6 سنوات، لحظة ان يخترقوامياه القناة ويدهسوا بأرجلهم أعناق العدو ويدمروا بأيديهم العارية خطهمالدفاعي.
وكان من المقرر ان تسير الخطة بالترتيب التالي:
الضربةالجوية ثم التمهيد النيراني وتحت قصف المدفعية يتم العبور لكن الذى حدث أنالعبور تم أثناء الضربة الجوية وقبل أن تبدأ المدفعية في القصف.
وكانالأمر يحتاج الى 2500 قارب وقد تمكن سلاح المهندسين من إعداد كمية من هذهالقوارب بتصنيع نصفها محليا في مصانع وورش شركات القطاع العام.
وكانتالموجه الأولى للعبور تتكون من قوات المشاة ومعها مجموعة أقتناص الدباباتللقيام بمهام تدمير دبابات العدو ومنعها من التدخل في عمليات عبور القواتالرئيسية وحرمانها من استخدام مصاطبها بالساتر الترابي على الضفة الشرقيةللقناة.
وقدزودت القوات العابرة بسلالم من الحبال ليتمكن الجنود من تسلق الساترالترابي اضافة الى حبال غليظة لجر المدافع عديمة الإرتداد والمضادةللدبابات والتى لا يمكن حملها لثقل وزنها.
وفيالوقت نفسه بدأت قوات الصاعقة في عبور القناة للعمل ضد مراكز القيادةوالسيطرة للعدو ومرابض مدفعياته بهدف إفقاده السيطره على قواته ولترتيبالكمائن ونشر الألغام على الطرق المتوقع قدوم قوات العدو منها ولمنعالدبابات القادمة من العمق من التدخل في المعارك الدائرة للإستيلاء علىالحصون والنقط القوية.
وفيالساعة الثانية وخمس وثلاثين دقيقة قام اللواء السابع برفع أعلام جمهوريةمصر العربية على الشاطئ الشرقي للقناة معلنة بدء تحرير الأرض المحتلة. وفيهذه اللحظات اذاعت الإذاعة المصرية البيان رقم 7 الصادر عن القيادة العامةللقوات المسلحة..
"بسم الله الرحمن الرحيم، نجحت قواتنا المسلحة فى عبور قناة السويس على طولالمواجهة وتم الاستيلاء على منطقة الشاطئ الشرقي للقناة وتواصل قواتناحاليا قتالها مع العدو بنجاح كما قامت قواتنا البحرية بحماية الجانبالأيسر لقواتنا على ساحل البحر الأبيض المتوسط وقد قامت بضرب الأهدافالهامة للعدو على الساحل الشمالي لسيناء وأصابتها إصابات مباشرة"
وفيالوقت نفسه عوت صفارات الإنذار فى كل أنحاء اسرائيل معلنة نجاح المصريينفى العبور، وتم استدعاء القادة العسكريين الى نقطة القيادة الإسرائيلية(كدم) المعروفة باسم (الحفرة) تحت سطح الأرض في مركز مجموعة العمليات.
وكانفى انتظارهم صاعقة .. لقد هجم المصريون، ولم تشتعل بهم القناة، وتهاوى تحتايديهم خط برليف، وسقط العلم الاسرائيلي وارتفع العلم المصري فوق نقاطهالحصينة.
وقداستمر تدفق الموجات عبر القناة بانتظام بفاصل حوالى 15 دقيقة بين كل منموجة وأخرى حتى الموجة الرابعة حيث بدأ تناقص معدل التدفق نتيجة لإرهاقالأطقم المخصصة للتجديف في القوارب ولحدوث بعض الأعطال فيها وتسرب المياهبداخلها.
وقدأدى عدم إنتظام تدفق موجات العبور الى اللجوء الى المرونة وعدم التقيدبتسلسل العبور، حيث أعطيت الأسبقية لعبور الأفراد والأسلحة المضادةللدبابات والمعدات التى تؤثر على سير القتال مع استخدام بعض الناقلاتالبرمائية لنقل الألغام.
أماالذخيره فقد تمت تعبئتها في عربات جر يدويه مجهزة بعجل كاوتشوك بحيث يتمتحميل العربات في القوارب ويجري تفريغها بمجرد الوصول الى الشاطئ الشرقيويتم عبور عربات الجر فارغة عبر الساتر الترابي ليعاد تحميلها بالذخيرةمرة آخرى.
بعدعبور الموجات الأولى من القوات حاملة الصواريخ والمدفعية المضادة للدباباتواحتلالها للمواقع التى اعدها الإسرائيليون لإعاقة عبورنا بدأ سلاحالمهندسين في تطبيق نظرية شق الساتر الترابي بخراطيم المياه المكثفة وهيفكرة مصرية 100% أبتكرها المهندس العسكري المقدم باقي ذكي.
وكانالتخطيط الذي وضعه اللواء جمال على قائد سلاح المهندسين مبنيا على أساستخصيص 60 معبرا على طول مواجهة قناة السويس، مما كان يتطلب عمل 60 فتحه فيالساتر الترابي وخصص لكل معبر فصيلة مهندسين عسكريين مدعمة بعدد من 5قوارب خشبية حمولتها 1.5 طن و5 مضخات مياه وآلة جرف. وكانت الخطة تقضيبإقامة عدد 12 ممر في قطاع كل فرقة من فرق المشاه الخمس التى عبرت القناة.
وكانتعناصر من المهندسين قد عبرت مع الموجة الأولى للعبور لتأمسن مرور المشاةفي حقول الألغام كما قامت عناصر آخرى بتحديد محاور الثغرات في الساترالترابي وأماكن رسو القوارب التى تحمل المضخات وبعد عبور هذه المجموعاتبخمس دقائق بدأ عبور المجموعات المكلفة بتشغيل المضخات وفور وصولها الىالشاطئ الشرقي للقناة وضعت الطلمبات على المصاطب المعدة مسبقا.
وفيالساعة الثالثة والنصف بدأ تشغيل الطلمبات وأندفعت المياة من الخراطيمكالسيول تكسح رمال الساتر وتم فتح الثغرة الأولى في قطاع الجيش الثاني فيزمن قياسي لم يتجاوز ساعة واحدة، ثم توالى فتح الثغرات على طول المواجهة.
وفينفس الوقت أندفعت مئات من العربات الضخمة المحملة بالكباري واللنشات منأماكنها على الشاطئ الغربي الى ساحات الإسقاط المحددة على القناة وعن طريقالمنازل السابق تجهيزها أقتربت العربات بظهرها من سطح المياه وأسقطتحمولتها الى الماء حيث بدأت وحدات الكباري في تركيبها.
وبدأتالكباري تقام أمام الثغرات التى فتحت في الساتر الترابي وخلال فترة من 6الى 9 ساعات كانت كل الكباري قد أقيمت، وقد تم إقامة 4 أنواع من الكباري:
كباري أقتحام ثقيل حمولة 70 طن لعبور الدبابات والمدفعية الثقيلة.
كباري أقتحام خفيف حمولة 25 طن لعبور المركبات بأنواعها والمدفعية الخفيفة والمشاة.
كباري هيكلية لعبور بعض المركبات الخفيفة ولخداع العدو وطائراته المهاجمة.
معديات حمولة 70 طن لنقل الدبابات.
ويذكرأن الكوبرى الواحد كان يحتاج الى 5 ساعات من العمل المتواصل للإنتهاء منتركيبه، وكانت كل الكباري التى تم العمل بها أثناء الحرب سوفيتية الصنع منطرازTPP و LPP والتى ترجع الى الحرب العالمية الثانية، بينما رفض الإتحادالسوفيتي إمداد مصر بكباري حديثة من طراز B.M.P التى يتم تركيبها في ساعةونصف الساعة فقط !!. كما أن كمية الكباري التى كانت بحوزة سلاح المهندسينلم تكن تزيد عن نصف العدد المطلوب لعبور قوات الجيشين الثاني والثالثالميداني ولذلك تم الإستعانة بعدد من الكباري الإنجليزية الصنع من طرازبيلي التى تم الإستيلاء عليها من مخازن القاعدة البريطانية في قناة السويسعقب العدوان الثلاثي، وكان الكوبري الواحد من هذا الطراز يحتاج الى 24ساعة لتركيبه، لذلك قام سلاح المهندسين بتطويرات مدهشة على هذا الطرازبحيث أصبح يحتاج الى ساعات معدودة لتركيبه.
كما أستعان صلاح المهندسين بكباري مصرية 100% تم صنعها في مصانع وورش شركات القطاع العام تحت اشراف سلاح المهندسين.
وفورالإنتهاء من تركيب الكباري أندفعت الدبابات والعربات المجنزرة والمعداتالثقيلة إلى الشاطئ الشرقي للقناة. وأستمر عبور المعدات الثقيلة خلالالليل بالتعاون مع الشرطة العسكرية التى بذلت مجهودا رائعا لإرشاد المعداتخلال الظلام بتمييز الطرق ووضع علامات الإرشاد ذات الألوان المختلفةالخاصة بالتشكيلات المقاتلة.
القتال على الجبهة السورية
بدأت القوات السورية هجومها فياللحظة نفسها التى بدأت فيها القوات المسلحة المصرية الهجوم طبقا للإتفاقبين القيادة العسكرية في البلدين.
وعبرت100 طائرة سورية على ارتفاع منخفض للغاية خط وقف إطلاق النار، وفتح نحوألف مدفع النيران على المواقع الإسرائيلية في هضبة الجولان. ثم اندفعتالموجات الأولى من الدبابات وناقلات الجنود المدرعة نحو "خط آلون"، وهو خطالدفاع الإسرائيلي في الجولان الذي يماثل خط برليف على الجبهة المصرية.
ويمتد خط آلون على طول الجبهة السورية (نحو 70 كم).
وتحتحماية رمي المدفعية الكثيف والمركز، والذي استمر حوالي 90 دقيقة، من مجدلشمس شمالاً، حتى وادي اليرموك جنوباً صاحبت البلدوزرات والدبابات حاملةالجسور الموجة الأولى من الدبابات المهاجمة، حتى تردم الخندق العريضالمضاد للدبابات، وتقيم عليه المعابر في إجراء مماثل لعملية إنشاء المعابرعلى قناة السويس على الجبهة المصرية.
وفيحوالي الساعة 15.00، استطاعت الدبابات وناقلات الجنود السورية اجتيازالخندق، في نقطتَي اختراق رئيسيتين: الأولى كانت عند مدينة القنيطرة،والثانية عند بلدة الرفيد.
وفيالوقت نفسه بدأت أربع طائرات هليكوبتر في عمليات إبرار جوي على قمة جبلالشيخ، على ارتفاع 2814 متراً، حيث هاجمت القوات حامية المرصد الإسرائيلي،البالغ عدد أفرادها 55 جندياً، وقد تم الاستيلاء على المرصد بعد نصف ساعةمن القتال العنيف لم ينج منه سوى 11 جندياً إسرائيلياً استطاعوا الفرار منالموقع.
وقدحاول لواء إسرائيلي استرداد المرصد بهجوم مضاد، إلا أن وحدات المشاةالمغربية، المرابطة عند سفوح جبل الشيخ، استطاعت أن تصد الهجوم، وتقتل 22جندياً إسرائيلياً، وتصيب 50 آخرين بجراح .
وقد تمكنت القوات السورية من اختراق خط الدفاع الإسرائيلي إلى عمق نحو 20 كم داخل الهضبة، حتى أصبحت على مشارف بحيرة طبرية.
وبحلولمساء اليوم الثاني للقتال (7 أكتوبر) كانت القيادة الإسرائيلية قد أستكملتتعبئة وحدات الاحتياطي وإرسالها إلى هضبة الجولان، وقد استطاعت هذه القواتالمدعومة بسلاح الجو الإسرائيلي أن تصد الزحف السوري في القطاع الجنوبي.
ومعتركيز القوات الإسرائيلية على الجبهة السورية ولأن الجبهة السورية، التيتدفقت منها الدبابات، كانت تمثل الخطر المباشر والأقرب على القسم الشماليمن إسرائيل، فقد أمرت القيادة الإسرائيلية سلاح الجو أن تنقل مركز ثقلهاوضغطها إلى هذه الجبهة، بدءاً من اليوم الثاني للقتال.
واستمرالطيران الإسرائيلي في هجومه المركز على المدرعات والقوات السورية، فيخلال الأيام الثلاثة الأولى من الحرب، على الرغم من فداحة الخسائر التيتحملها، نتيجة لقوة الدفاع الجوي السوري. وقد أدى اشتراك سلاح الجوالإسرائيلي في القتال إلى تدمير عدد كبير من المدرعات السورية، وهو ماساعد القوات البرية الإسرائيلية على صد الهجوم السوري، ثم الانتقال إلىالهجوم المضاد.
وابتداءمن يوم اليوم الثالث للقتال شن الطيران الإسرائيلي العمق السوري بوحشيةحيث تم قصف أهداف عسكرية ومدنية على السواء في دمشق، كما هوجمت محطةالكهرباء ومصفاة النفط في حمص، وخزانات النفط في طرطوس واللاذقية.
ودارتمعارك جوية عديدة بين الطيران الإسرائيلي والطيران السوري، الذي استمر فيتقديم دعمه القريب للقوات البرية، في خلال معارك صد الهجوم المضادالإسرائيلي، في جيب سعسع وفوق جبل الشيخ، حتى نهاية الحرب.
وصباحيوم 8 أكتوبر قررت القيادة الإسرائيلية شن هجوم مضاد في القطاع الجنوبيوتقدمت القوات الإسرائيلية في منطقة "العال" متجهة شمالاً، حتى بلغت خطالجوخدار الرفيد. وعلى المحور الأوسط، تقدمت القوات الإسرائيلية حتى أوشكتأن تغلق الطرف الشمالي للكماشة المطبقة على الخشنية، التي جرت حولها معاركعنيفة، حتى اضطرت القوات السورية إلى الانسحاب من الخشنية يوم 10 أكتوبرخشية تعرضها لعملية إلتفاف.
أمافي القطاع الشمالي فقد انطلقت القوات السورية في الهجوم في المنطقةالواقعة إلى الشمال من مدينة القنيطرة. واستمر الهجوم في أثناء الليل.وبعد قتال استمر طوال يومي 7 و 8 اضطرت القوات السورية إلى إيقاف هجومها.
ويوم11 أكتوبر بدأ الهجوم الإسرائيلي المضاد، وتركز في القطاع الشمالي منالجبهة، فاتجه رتل نحو مزرعة "بيت جن"، في حين اتجه رتل آخر على الطريقالرئيسي: القنيطرة خان أرينبة سعسع. وفي اليوم التالي استولت القواتالإسرائيلية على مزرعة بيت جن.
وفيأثناء الهجوم المضاد الإسرائيلي وصل اللواء المدرع 12 العراقي، التابعللفرقة المدرعة الثالثة إلى الجبهة السورية ليلة 10-11 أكتوبر وتمركز فيالصنمين، على بعد 50 كم جنوبي دمشق. ثم تتالى وصول القوات العراقية.
أمااللواء المدرع 40 الأردني فقد دخل سوريا يوم 12 أكتوبر، واحتشد في منطقةالشيخ مسكين، على الطريق المؤدي إلى القنيطرة. وقد باشرت القوات العراقيةوالأردنية عملياتها بهجمات مضادة على القوات الإسرائيلية، خاصة في القطاعالجنوبي.
وقدفشل الهجوم المضاد الإسرائيلي في اختراق الجبهة السورية التي أنسحبتقواتها نحو خط الدفاع الثاني تحت الضغط الشديد ثم لم يلبث الهجوم أن أوقفتماما، إذ إن وصول القوات العراقية والأردنية إلى الجبهة، ومساهمتها فيحماية الجناح الجنوبي للقوات السورية، وقيامها بهجمات مضادة، قد ساعد علىثبات الجبهة وصمودها.
وبعدتجمد الموقف بدأت القوات السورية بمعاونة القوات العراقية والأردنية فيالتحضير لشن هجوم مضاد شامل. وكانت القيادة العسكرية السورية، قد خططتللقيام بهذا الهجوم، والبدء به في أسرع وقت ممكن، لمنع العدو من تحصينوضعه الدفاعي، ولتخفيف الضغط على الجبهة المصرية، بعد نجاح اختراق القواتالإسرائيلية في ثغرة الدفرسوار.
وفي20 أكتوبر وزعت المهام على القوات السورية والعراقية والأردنية وعلىالقوات العربية الأخرى وكان حجم القوات التي تقرر اشتراكها في الهجومالمضاد الشامل كافياً لرد القوات الإسرائيلية الموجودة في جيب سعسع، ثممتابعة الهجوم لتحرير هضبة الجولان غير أن صدور قرار مجلس الأمن رقم 338في 22 أكتوبر بوقف إطلاق النار وقبول مصر له أصاب الجبهة السورية بمفاجأةفاضطرت إلى وقف تنفيذ خطة الهجوم المضاد، والقبول بوقف إطلاق النار.
ولمتكد الحرب تنتهي حتى استؤنفت الأعمال القتالية بشكل محدود ثم تطورت تلكالأعمال حتى اتخذت بدءاً من 13 مارس 1974، شكل "حرب استنزاف" جديدة استمرتثمانين يوماً وكانت تهدف إلى كسر حالة الجمود الناجمة عن الموقف الأمريكيالإسرائيلي تجاه الوضع في الجولان.
وفي31 مايو 1974 توقفت الأعمال القتالية وتم توقيع اتفاقية فصل القوات وكانتخسائر الحرب في الطرف السوري: 3 آلاف شهيد، و 800 دبابة، و 160 طائرة.
| تم تصغير هذه الصورة. إضغط هنا لرؤية الصورة كاملة. الحجم الأصلي للصورة هو 640 * 427. |
شارووون الخنزير مصاب
في نهاية الموضوع
فازت مصر وخسرت ما تسمى بالاسرائيل ولقناها درسا لم ولن تنساه
واستعادت مصر كل حرف فيها وخسرت اسرائيل كل شيء فيها
لتكون اسرائيل مع كل من سبقوها من الهكسوس والتتار وكل المهزومين الخائبين من ارض مصر
اتمنى قراءة الفاتحه والدعاء لكل شهداء مصر العظام في حرب اكتوبر العظيمه وكل الحروب السابقه
فهم ضحوا بحياتهم من اجل ان نعيش نحن منتصرين دائما ! وكم ان المعنى كبيرا جدا !
وفي النهايه اتمنى ان يكون الموضوع اعجبكم وان الدرس قد وصل الى معظمنا
لانه درس للنفس
ودرس للحياة
وانه لا يأس مع الحياة
ولا حياة مع اليأس
وتبقى مصر كبيره بابنائها
وتظل اسرائيل ترتجف من اسم مصر حتى الأن
وكل نصر اكتوبر وانتم طيبين
وارفع رأسك عاليا فأنت مصري
ارفع رأسك يا عربي
( من المخابرات المصرية الى المخابرات الاسرائيلية الأمريكية : تعيشوا وتاكلوا غيرها... . ! )
مع تحياتى