بكيت بالأمس حبيبتي وأطفأت بدمعي ضوء النجوم وزرعتُ في ليلي الأرق , لم ابكي من اجلك ولا من أجلي , فلقد غدونا ذكرى ميتة في ذاكرة الايام , ودموع خرساء في عيني القدر , وأبتسامة شهيدة على شفتي الحياة , وكلمة مذبوحة على لسان الحب .
بل ذرفت دموعاً غزيرة على الحب , على ايام طويلة من عمري لونت دقائقها بالزنابق والورد وبنيت لكِ في رحاب احلامي قصراً من الضياء لكي تستريحين فيه , بكيتُ طويلاً حين لاحت مني التفاتة الى اوراق قديمة متناثرة عثرتُ بين بقاياها على رسائل قديمة كنت قد كتبتها لكِ .
رسائل لم تقرأيها انتِ لكنني كنتُ قد كتبتها لكِ زينتُ احرفها بعواطفي ونثرتُ بين سطورها أجمل العطور , هكذا حولني حبكِ الى طفل عاشق شقي , يعشق كتابة الرسائل ويداعب الحياة بالأحرف والصور .
لكن الرسائل بقيت في دفاتري لم ارسلها اليكِ ما كنت اريدُ ان اقوله لكِ كان اكبر من الكلمات , وأجمل من العطور , كان كل الحب الذي يستوطن قلب أنسان.
بكيتُ أمس على هذا الحب الجريح ومن أجله أوصدتُ أبواب قلبي ولم تستطع دموعي أن تصمد بل انحدرت بغزارة تبلل الرسائل القديمة وتمحو من بين صفحاتها الكلمات , وتذيبُ من بين أسطرها العطور , وتمحوني من الحياة فلا يبقى مني سوى ذكرى وطيف ....